حينما يموت الحب

هل من الممكن أن يموت الحب في قلب الإنسان تجاه الطرف الآخر؟ هل من الممكن أن تقتل المشاعر والأحاسيس داخل الإنسان، هل من الممكن أن يكون هناك طرف يرسل وأخر لا يستطيع أن يستقبل مهما كانت الإغراءات؟ أسئلة كثيرة نسألها لأنفسنا ويعيشها بعضنا في صمت دون البوح بها؟ فكثيراً منا يعيش أسير قصة حب مر به ولا يقبل أن يستقبل أي إشارات ترسلها له عيون أو قلوب أو تضحيات لأشخاص آخرين وتظل تراوده أسئلة من قبيل هل أنا بهذه الطريقة صحيح وسوي نفسياً أم أن هذا أصبح مرض نفسي؟

يقول الحب نعم من الممكن أن يحدث هذا حينما لا يجد ما يريده أو يتوقعه من ذلك الشخص أو حينما يهجر الحبيب حبيبه ويأخذ معه كل نسمات الحياة التي كانت تحيي هذا الحب، وربما يرتبط ذلك بالطبع بالطبيعة الحالمة التي ربما يتمتع بها ذلك الشخص في حياته وهي سمة شخصية تتمتع بها الشخصيات الحالمة والرومانسية.

فحينما يموت الحب في قلب هذا الإنسان تجف المشاعر التي لا تتحرك أياً كانت الدوافع التي يشاهدها أمامه، ويقول علماء النفس في هذه الشخصية أنها ربما تصاب بمرض التوحد الرومانسي وهو مرض يظهر بقوة حين يظل الشخص أسير لذكريات أو لكلمات كانت من الدفء وبحيث تمثل تلك الكلمات أن الذكريات ينبوع يتجدد كل يوم في مخيلته، ومما يصعب تلك المشكلة أن الشخص الذي يعاني من هذا التوحد يشعر بسعادة شديدة حين يسترجع تلك الأشياء ومن ثم يمثل الامتناع عنها بمثابة امتناعه عن الطعام أو الشراب، أي أنه عسير جداً الاستغناء عن تلك السعادة.

ويشير عدد ليس بقليل ممكن تعرضوا إلى هذه التجربة في مذكراتهم أن الكون بالنسبة لهم يتمثل في شخص واحد من الصعب جداً أن يكون له بديل، وربما يرجع هؤلاء ذلك إلى أن إحساسهم بأي مشاعر أخرى تكون نوع من التمثيل أو التكرار الذي يفتقد لأي دفء يذكر في علاقة يفترض أن أهم شيء فيها هو الدفء بين الحبيبين.

ويطلق علماء النفس على هذا المريض "أسير حب"، كمثل أسير الحرب وهو مفهوم جديد بدأ يدخل في علم النفس وبحيث أصبحت العلوم الاجتماعية تتداخل مع العلوم العسكرية في المفاهيم، فكما أن هناك أسير حرب لا يملك إرادته أو قراره كذلك يصف علماء النفس حالة هذا الشخص بكونه أسير حب، لا يستطيع أحد بسهولة أن يفك أسره دون أن تكون الدوافع أكبر بأضعاف مما كان يعش فيه، على أية حال فتلك الحالة من أصعب الحالات التي من الممكن أن تمر على الإنسان في حياته خاصة أن بموت الحب في قلب الإنسان ربما يؤدي إلى موت أشياء أخرى بكونه نظراً لكون الحب من أهم المكونات التي تساعد الإنسان على الرقي ليست فقط بروحه ولكن بمبادئه وأخلاقه ومثالياته ومشاركته في المجتمع